جمال عبد الناصر وحسنين هيكل ودورهما في تمزيق العالم العربي
جمال عبد الناصر وحسنين هيكل شخصيتان بارزتان في التاريخ العربي الحديث، وقد ارتبط اسميهما بفترة زمنية مليئة بالأحداث السياسية والتحولات الكبرى في العالم العربي. ومع ذلك، فإن دورهما في تمزيق العالم العربي هو موضوع خلافي، حيث يرى البعض أنهما سعيا لتعزيز الوحدة العربية، بينما يرى آخرون أن سياساتهما أدت إلى انقسامات وتوترات في المنطقة. فيما يلي نظرة عامة على دورهما:
جمال عبد الناصر:
الخلفية:
جمال عبد الناصر (1918-1970) كان رئيسًا لمصر من عام 1956 حتى وفاته في عام 1970. يُعتبر أحد أبرز القادة العرب في القرن العشرين، وقائدًا للتيار القومي العربي.
دوره في الوحدة العربية:
الوحدة مع سوريا: في عام 1958، تم الإعلان عن قيام الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسوريا، وهي محاولة لتوحيد الدول العربية تحت قيادة واحدة. لكن هذه الوحدة انهارت في عام 1961 بسبب خلافات داخلية.
دعم الحركات التحررية: دعم عبد الناصر حركات التحرر في العالم العربي وإفريقيا، مما جعله رمزًا للقومية العربية ومقاومة الاستعمار.
خطاباته المؤثرة: كان لعبد الناصر خطابات حماسية ألهمت الجماهير العربية، مما عزز شعبيته في العالم العربي.
الانتقادات الموجهة إليه:
الصراعات العربية-العربية: أدت سياسات عبد الناصر إلى توترات مع بعض الدول العربية، مثل السعودية والأردن، بسبب دعمه لحركات معارضة في تلك الدول.
هزيمة 1967: أدت هزيمة مصر في حرب 1967 ضد إسرائيل إلى إضعاف موقف عبد الناصر وإلحاق ضرر كبير بسمعته كقائد عربي.
المركزية المصرية: اتُهم عبد الناصر بتركيز السلطة في مصر على حساب مصالح الدول العربية الأخرى.
حسنين هيكل:
الخلفية:حسنين هيكل (1923-2016) كان صحفيًا ومفكرًا مصريًا بارزًا، وُصف بأنه "رجل عبد الناصر المقرب" و"صانع الرأي العام". عمل رئيسًا لتحرير جريدة "الأهرام" وكان له تأثير كبير على السياسة المصرية والعربية.
دوره في تشكيل الرأي العام:
التأثير الإعلامي: استخدم هيكل صحيفة "الأهرام" كمنصة لدعم سياسات عبد الناصر ونشر الأفكار القومية العربية.
العلاقات الدولية: كان لهيكل دور في تشكيل السياسة الخارجية المصرية، خاصة في علاقات مصر مع الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.
الانتقادات الموجهة إليه:
التأثير السلبي: يُعتقد أن هيكل لعب دورًا في تعزيز سياسات عبد الناصر التي أدت إلى انقسامات عربية، خاصة من خلال خطاباته وكتاباته التي كانت تُهاجم الأنظمة العربية المعارضة لمصر.
التحيز السياسي: اتُهم هيكل بالتحيز لصالح النظام المصري وتبرير أخطائه، مما أضعف مصداقيته لدى بعض الأوساط العربية.
دورهما في تمزيق العالم العربي:
وجهة النظر المؤيدة:يرى البعض أن عبد الناصر وهيكل سعيا لتعزيز الوحدة العربية ومقاومة الاستعمار، وأن الانقسامات العربية كانت نتيجة لصراعات خارجية وداخلية خارجة عن إرادتهما.
وجهة النظر الناقدة:
يعتقد آخرون أن سياسات عبد الناصر، بدعم من هيكل، أدت إلى تصاعد التوترات بين الدول العربية، خاصة من خلال دعم حركات معارضة في دول مثل السعودية والأردن واليمن، مما ساهم في تفكك الوحدة العربية.
جمال عبد الناصر وحسنين هيكل كانا شخصيتين مؤثرتين في التاريخ العربي الحديث. بينما سعيا لتعزيز الوحدة العربية ومقاومة الاستعمار، فإن سياساتهما وأفعالهما أدت أيضًا إلى خلافات وتوترات بين الدول العربية. يُعتبر دورهما في تمزيق العالم العربي موضوعًا معقدًا، حيث تتداخل فيه الإيجابيات والسلبيات بحسب وجهات النظر المختلفة.
دورهما في تسليم الجولان وخلق مشكل الصحراء بالمغرب،
جمال عبد الناصر وحسنين هيكل شخصيتان ارتبطتا بفترة زمنية مليئة بالأحداث السياسية الكبرى في العالم العربي، لكن دورهما في قضية تسليم الجولان وخلق مشكل الصحراء المغربية يتطلب تحليلًا دقيقًا لفهم السياقات التاريخية والسياسية التي أحاطت بهاتين القضيتين.دورهما في تسليم الجولان:
الخلفية التاريخية:
الجولان هي هضبة استراتيجية تقع بين سوريا وإسرائيل، واحتلتها إسرائيل خلال حرب 1967 (النكسة).
بعد الحرب، أصبحت الجولان واحدة من القضايا المركزية في الصراع العربي-الإسرائيلي.
دور جمال عبد الناصر:
حرب 1967: لعب عبد الناصر دورًا رئيسيًا في الأحداث التي أدت إلى حرب 1967، بما في ذلك إغلاق مضائق تيران أمام السفن الإسرائيلية، مما اعتبرته إسرائيل عملًا عدائيًا.
هزيمة 1967: أدت الهزيمة العربية في الحرب إلى احتلال إسرائيل للجولان، بالإضافة إلى سيناء المصرية والضفة الغربية وقطاع غزة.
مبادرات السلام: بعد الحرب، رفض عبد الناصر الاعتراف بإسرائيل أو التفاوض معها مباشرة، لكنه قبل بمشروع "روجرز" للسلام في عام 1970، والذي دعا إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة مقابل اعتراف العرب بها.
دور حسنين هيكل:
التأثير الإعلامي: كان هيكل، كصحفي مقرب من عبد الناصر، يلعب دورًا في تشكيل الرأي العام العربي من خلال كتاباته وخطاباته.
تأييد سياسات عبد الناصر: دعم هيكل سياسات عبد الناصر في رفض التفاوض المباشر مع إسرائيل، لكنه كان أيضًا صوتًا مؤثرًا في الدعوة إلى إعادة الأراضي المحتلة عبر الحلول الدبلوماسية.
الخلاصة:
لم يكن لعبد الناصر أو هيكل دور مباشر في تسليم الجولان، حيث كانت الهزيمة في حرب 1967 هي السبب الرئيسي لاحتلالها. ومع ذلك، فإن سياسات عبد الناصر قبل الحرب وأثناءها ساهمت في خلق الظروف التي أدت إلى هذا الاحتلال.
دورهما في خلق مشكل الصحراء المغربية:
الخلفية التاريخية:
الصحراء المغربية هي منطقة متنازع عليها بين المغرب وجبهة البوليساريو، التي تدعمها الجزائر.
بعد انسحاب إسبانيا من الصحراء عام 1975، نشأ نزاع حول مستقبل المنطقة.
دور جمال عبد الناصر:
وفاة عبد الناصر: توفي عبد الناصر في عام 1970، أي قبل خمس سنوات من بدء النزاع حول الصحراء المغربية بشكل مباشر. لذلك، لم يكن له دور مباشر في هذه القضية.
السياسات القومية: خلال فترة حكمه، دعم عبد الناصر حركات التحرر في إفريقيا والعالم العربي، مما قد يكون أثر بشكل غير مباشر على بعض الحركات المطالبة بالاستقلال في المنطقة.
دور حسنين هيكل:
التأثير الإعلامي: بعد وفاة عبد الناصر، استمر هيكل في لعب دور مؤثر في الإعلام والسياسة العربية. ومع ذلك، لم يُعرف عنه دور مباشر في قضية الصحراء المغربية.
العلاقات مع الجزائر: كانت الجزائر، التي تدعم جبهة البوليساريو، حليفة لعبد الناصر وهيكل، مما قد يكون أثر على مواقف بعض الأوساط العربية تجاه القضية.
الخلاصة:
لم يكن لعبد الناصر أو هيكل دور مباشر في خلق مشكل الصحراء المغربية، حيث أن النزاع بدأ بعد وفاة عبد الناصر. ومع ذلك، فإن السياسات القومية العربية التي دعمها عبد الناصر قد تكون أثرت بشكل غير مباشر على بعض الحركات المطالبة بالاستقلال في المنطقة.
الخلاصة العامة:
تسليم الجولان: كان لعبد الناصر وهيكل دور غير مباشر في الأحداث التي أدت إلى احتلال الجولان، خاصة من خلال سياسات ما قبل حرب 1967 وهزيمة الحرب نفسها.
مشكل الصحراء المغربية: لم يكن لهما دور مباشر في هذه القضية، حيث بدأ النزاع بعد وفاة عبد الناصر.
في النهاية، يجب فهم دورهما في سياق الأحداث التاريخية والسياسية المعقدة التي شهدها العالم العربي في تلك الفترة.