-->

الرشيد الرشيد
random

آخر المواضيع

random
arrashyd
جاري التحميل ...
arrashyd

كيف نتجنب تضخيم الأمور ونتعامل معها بحجمها الحقيقي

كيف نتجنب تضخيم الأمور ونتعامل معها بحجمها الحقيقي

حل المشكلات في إطار التنمية الذاتية: كيف نتجنب تضخيم الأمور ونتعامل معها بحجمها الحقيقي

تُعَدُّ مواجهة المشكلات جزءًا طبيعيًا من الحياة، ولا يخلو أي شخص من التحديات التي يمكن أن تواجهه في مختلف مراحل حياته. ومع ذلك، فإن الطريقة التي نتعامل بها مع هذه المشكلات تُحدث فرقًا كبيرًا في تأثيرها علينا وعلى حياتنا. فكثيرًا ما نقع في فخ تضخيم المشكلات، ما يجعلها تبدو أكبر وأكثر تعقيدًا مما هي عليه في الواقع. هنا يأتي دور التنمية الذاتية في تعليمنا كيفية التعامل مع المشكلات بأبعادها الحقيقية دون أن نسمح لها بالتحكم في مشاعرنا وتفكيرنا.

تقبل المشكلات كجزء من الحياة

أول خطوة في حل أي مشكلة هي تقبل وجودها. فبدلاً من إنكارها أو محاولة تجاهلها، يجب علينا الاعتراف بأن المشاكل جزء طبيعي من الحياة. عندما نقبل ذلك، يصبح من الأسهل أن ننظر إلى المشكلة بموضوعية ونبحث عن الحلول.

التقييم الواقعي للمشكلة

عندما نواجه مشكلة، علينا أن نقيم حجمها الحقيقي. نسأل أنفسنا: هل هذه المشكلة بهذا الحجم الذي أتصوره أم أنني أضخمها بسبب مشاعري؟. غالبًا ما نكتشف أن المشكلة تبدو أكبر في أذهاننا مما هي عليه في الواقع. لذا، يجب علينا تقييمها بواقعية ووضعها في إطارها الصحيح.

أخذ المشكلة على مقدارها وعدم تكبيرها

كيف نحل مشاكلنا - أخذ المشكلة على مقدارها وعدم تكبيرها

بعض الناس إذا نزلت به مشكلة، أو ألمت به مصيبة أظلمت الدنيا في عينه وظن أنها نهاية الدنيا، وقد يكره الإنسان أمرا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا: }وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ{ [البقرة: 216].

وأذكر أنا شابا أجريت معه مقابلة، وقد حدث في قريتهم قلاقل وفتن وقتل، قال: رحمني الله أن سجنت قبل الحادثة بأيام، وخرجت بعد أسبوع سليما معافى فإذا بي أجد من زملائي حالا عجيبة، فهذا قد مات، وذاك سجن سجنا طويلا، وآخر قد شل جسمه، وآخر.. فحمدت الله عز وجل وعلمت أن السجن كان أرحم لي مما جرى لغيري لو كنت معهم.

وحكي عن شريح أنه قال: إني لأصاب بالمصيبة فأحمد الله عليها أربع مرات، وأشكره، إذ لم تكن أعظم مما هي وإذ رزقني الله الصبر عليها، وإذ وفقني إلى الاسترجاع لما أرجوه فيه من الثواب. وإذ لم يجعلها في ديني.

والمقصود أن المصائب تتفاوت ، فأعظمها المصيبة في الدين ـ نعوذ بالله من ذلك ـ وهي أعظم من كل مصيبة يصاب بها الإنسان ،. ثم بعد مصيبة الدين المصيبة في النفس ، ثم في المال ، أما المال فيخلفه الله تعالى وهو فداء الأنفس ، و النفس فداء الدين ، و الدين لا فداء له . قال تعالى : " ما أصاب من مصيبة في الأرض و لا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير " . و مما يسلي المصاب : أن يُوَطِّن نفسه على أن كل مصيبة تأتيه هي من عند الله ، وأنها بقضائه و قدره ، وأنه سبحانه و تعالى لم يُقَدِّرْها عليه لِيُهْلِكَه بها ، و لا ليعذِّبَه ، و إنما ابتلاه لِيَمْتَحِن صبرَه و رضاه ، و شكواه إليه وابتهاله ودعاءه ، فإن وُفِّق لذلك كان أمر الله قدراً مقدوراً ، وإن حُرِم ذلك كان ذلك خُسْراناً مبيناً .

المشكلة ... إنه لا توجد مشكلة !!!

فرق كبير بين التركيز في المشكلة والتركيز على حل المشكلة فعلى سبيل المثال:
مثال :
بينما كانت وكالة ناسا الفضائية تبدأ في تجهيز الرحلات للفضاء الخارجي واجهتهم مشكلة كبيرة هذه المشكلة تتمثل في أن رواد الفضاء لن يستطيعوا الكتابة بواسطة الأقلام بسبب انعدام الجاذبية بمعنى أن الحبر لن يسقط من القلم على الورق بأي حال من الأحوال. فماذا يفعلوا لحل هذه المشكلة؟
لحل المشكلة
قاموا بدراسات استمرت حوالي 10 سنوات كاملة وأكثر من 12 مليون دولار ليطوروا قلماً جافاً يستطيع الكتابة في حالة انعدام الجاذبية ليس هذا فقط بل والكتابة أيضاً على أي سطح أملس حتى الكريستال وأيضاً الكتابة في درجة حرارة تصل إلى 300 درجة مئوية
الحل البديل
عندما واجه الروس نفس المشكلة فإنهم ببساطة قرروا استخدام أقلام رصاص كبديل عن الأقلام الجافة

مثــال آخر
ذات مرة باليابان وبمصنع صابون ضخم واجهتهم مشكلة كبيرة وهي مشكلة الصناديق الفارغة التي لم تعبأ بالصابون نظراً للخطأ في التعليب فماذا يفعلوا لكشف الصناديق الفارغة من الصناديق المعبأة ؟
لحل المشكلة
قام اليابانيون بصناعة جهاز يعمل بالأشعة السينية مخصص للكشف عن الصابون بداخل الصناديق ووضعوه أمام خط خروج الصناديق بقسم التسليم وتعيين عمال جدد ليقوموا بإبعاد الصناديق الفارغة التي كشفها الجهاز
الحل البديل
في مصنع آخر أصغر من السابق عندما واجهتهم نفس المشكلة فإنهم أتوا بمروحة أليكترونية وضبطوا قوتها بما يناسب وزن الصندوق الفارغ وتم توجيهها إلى خط خروج الصناديق بقسم التسليم بحيث أن الصندوق الفارغ سوف يسقط من تلقاء نفسه بفعل اندفاع الهواء.
النتيجة المنطقية
أنظر لحل المشكلة ولا تنظر إلى المشكلة نفسها فكر في الحل البسيط والأيسر فأين المشكلة إذن؟ المشكلة إنه لا توجد مشكلة..!!
الخلاصة
هناك أناس بارعين في حل المشاكل بطرق سحرية وسهلة، والبعض الآخر بارع في تكبير وخلق المشاكل من لا مشكلة.

التفكير الإيجابي والتركيز على الحلول:

تجنب التفكير السلبي الذي يزيد من حدة المشكلة، وبدلاً من ذلك، ركز على البحث عن الحلول الممكنة. لا تجعل المشكلة تسيطر على تفكيرك، بل ابدأ بطرح أسئلة مثل: "ما الذي يمكنني فعله الآن للتغلب على هذه العقبة؟" أو "ما هي الخطوة الأولى لحل المشكلة؟".

تقسيم المشكلة إلى أجزاء أصغر:

إذا كانت المشكلة تبدو كبيرة ومعقدة، فمن المفيد تقسيمها إلى أجزاء أصغر يسهل التعامل معها. يمكن أن يُساعدك هذا الأسلوب في رؤية الأمور بوضوح وتحديد أولويات الحلول. عندما ننجح في التعامل مع الأجزاء الصغيرة، يصبح من السهل التغلب على المشكلة الكاملة.

طلب المساعدة عند الحاجة:

لا يوجد أي عيب في طلب المساعدة عندما تواجه مشكلة صعبة. في بعض الأحيان، يمكن لشخص آخر أن يرى المشكلة من زاوية مختلفة أو يقدم لك نصيحة مفيدة تساعدك على إيجاد الحل. يمكن أن تكون هذه المساعدة من أصدقاء، عائلة، أو حتى مختص في مجال التنمية الذاتية.

التوقف عن التفكير المفرط:

التفكير المستمر في المشكلة دون السعي لإيجاد حل لها يجعلها تبدو أكبر وأعقد. يجب أن نحدد وقتًا للتفكير في الحلول، ثم ننتقل لتنفيذ هذه الحلول. هذا يساعد في تهدئة العقل وتجنب الشعور بالقلق والتوتر الناتج عن تضخيم الأمور.

التأمل والاسترخاء:

يمكن للتأمل وممارسة التنفس العميق أن تكون وسيلة فعالة لتهدئة العقل وتخفيف التوتر الناتج عن المشكلات. هذا يساعدك على رؤية الأمور بشكل أكثر وضوحًا وهدوءًا، مما يسهل عليك التعامل مع المشكلة دون تضخيمها.

تذكر المرات السابقة التي تجاوزت فيها المشاكل:

تذكر نجاحاتك السابقة وكيف تمكنت من تجاوز التحديات قد يكون دافعًا لك. هذا يذكرك بأنك قوي بما يكفي للتعامل مع المشكلات وأن كل عقبة يمكن تجاوزها بالصبر والتفكير السليم.

خاتمة:

حل المشكلات بفاعلية يتطلب رؤية الأمور بحجمها الحقيقي والتعامل معها بواقعية. عندما نتعلم كيف نسيطر على ردود أفعالنا ولا نسمح للمشكلات بالتضخم في أذهاننا، نكتشف أن معظمها يمكن حله بسهولة أكبر مما نتخيل. بالتفكير الإيجابي، والتقييم الواقعي، وطلب الدعم عند الحاجة، نصبح أكثر قدرة على التعامل مع تحديات الحياة وتحقيق تنمية ذاتية فعالة.



التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

زوار المدونة

زوار المدونة

إحصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

الرشيد

2016