لماذا سمي الرحامنة بمساخيط السلطان ؟ وماذا حدث لهم ؟ وكيف ساهم القايد العيادي في انقادهم ؟
لطالما تسائلت كباقي الرحامنة عن سبب هذه التسمية وانخرطت البحث في الكتابات التاريخية التي تناولت تلك الحقبة من تاريخ الرحامنة حيث توصلت لبعض الاستنتاجات التي ربما قد تفيد الشغوف بمعرفة تاريخ اجداه بالرحامنة حيث تناولت الكتابات ثوارت الرحامنة ونتائجها الوخيمة على القبيلة ومنها ما يلي :
” للرحامنة ثورتان، الأولى في عصر مولاي عبد الرحمن، والثانية في عصر مولاي عبد العزيز وهي الأعنف، وقد استطاع الرحامنة أن يسيطروا على حوز مراكش بكامله، وحاصروا مدينة مراكش لشهور طويلة وكان عليها آنذاك الباشا ويدة، وقد ضاق الناس في هذا الحصار حتى أُكلت الجيف، فقام مولاي عبد العزيز بتجهيز جيش لمواجهة الرحامنة قادما من فاس، إلا أن الجيش العزيزي انهزم أمام جحافل الرحامنة بقيادة الطاهر بن سليمان الرحماني، وفرت المحلة السلطانية حتى إن بعض الكتابات التاريخية تقول بأن الرحامنة استطاعوا الحصول على خف (بلغة السلطان) وتباهوا بذلك مدة، ومن ثم نعتتهم القبائل المخزنية بمساخيط مولاي عبد العزيز، وقد استطاع المولى عبد العزيز تجهيز جيشه من جديد بتأطير القائد ماكلين، وهزمت جحافل الرحامنة قرب ابن ساسي، وفر قائد الثورة الطاهر بن سليمان إلى ضريح سيدي علي بن ابراهيم بتادلة، وتم القبض عليه هناك، واقتيد في قفص خشبي إلى سجن جزيرة الصويرة، وتم القبض على المئات من الرحامنة، حتى جعل العشرة منهم في عقال واحد ( ومن هنا جاءت تسمية الرحامنة عشرة في عقيل )، نسبة للعقال وليس إلى العقل”
كيف ساهم العيادي في عودة المسجونين ورد الاعتبار لهم ؟
” قدم العيادي للمولى عبد الحفيظ دعما سياسيا وعسكريا غير محدود، مقابل تعهده بإطلاق سراح أبناء قبيلته القابعين في سجون المولى عبد العزيز، ومواجهة الاحتلال الأجنبي، وعلى هذا الأساس قام بالدعاية له في مختلف القبائل مقدما إياه على أنه السلطان الذي سيواجه التدخل الفرنسي، قبل أن يقود شخصيا، بتاريخ 20 غشت من سنة 1908، «الحرْكة» التي هاجمت المحلة العزيزية المتوجهة نحو مراكش، على ضفة وادي تساوت، وألحقت هزيمة قاسية بالمولى عبد العزيز، سرعت باندحاره وتراجعه طالبا الأمان عند القائد المعطي بسطات.
ومباشرة بعد مبايعة المولى عبد الحفيظ سلطانا جديدا للمغرب، كافأ حليفه القوي وعراب الانتصار النهائي الذي أطاح بعرش أخيه، معينا إياه قائدا على الرحامنة إلى جانب قياد آخرين، وهم: القائد عبد السلام البربوشي، امبارك بن التهامي، الطاهر بن الأعظم، وابن الزادي.
لم ينس المولى عبد الحفيظ الوعد الذي قطعه على نفسه بالجهاد ضد «النصارى»، ولذلك أرسل، في سنوات حكمه الأولى، محلة إلى الشاوية لصد الفرنسيين، شارك فيها القائد العيادي على رأس محاربين من الرحامنة ”
من هنا اكتسب القايد العيادي هيبته و خلده الثراث الشفوي في الكثير من الحكايات و كذلك فن العيطة الذي تفنن فيه النظام في وصفه و مديحه .