بقلم: محمد عبد القدوس
محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت في تركيا مؤخرًا أوضحت الفارق الكبير بين المعارضة في هذا البلد وتلك الموجودة ببلادي، وهو أمر تجاهلته كثير من الأقلام المصرية.
وأشرح ما أعنيه قائلا؛ إن الرئيس التركي "أردوغان" تواجهه معارضة مدنية شرسة تتمثل أساسًا في حزب الشعب العلماني الذي أسسه أتاتورك، وكذلك الحزب الذي يمثل الأكراد وهي الأحزاب الممثلة في البرلمان، وعندما قامت المحاولة الانقلابية الفاشلة كانت المفاجأة التي تمثلت في رفض قوى المعارضة بمختلف اتجاهاتها تدخل الجيش وسيطرته على الحياة السياسية!
ولم أتعجب من هذا الأمر، فالأتراك لهم تجارب مريرة مع حكم العسكر الذي وصل إلى الحكم مرات ثلاث بانقلاب عسكري قضى فيها في كل مرة على الحياة السياسية وأهلك الحرث والنسل!!
والمؤسف أن مصر شهدت عكس ما حدث في تركيا؛ حيث رحبت الأحزاب المصرية بتدخل القوات المسلحة لحسم صراعها مع الرئيس محمد مرسي، وهو أول من يصل إلى الحكم بانتخابات حرة نزيهة حقيقية.
والنتيجة كوارث من سيطرة حكم العسكر، ومأساة تتمثل في استبداد بوليسي ما زال جاثمًا على أرض بلادي، والجيش له الهيمنة ليس فقط على الحياة السياسية بل حياتنا المدنية أيضًا، فهو المقاول الأول!! ويتدخل في كل شيء حتى في إصلاح المجاري!!
وإذا سألتني حضرتك عن الفارق بين الدولتين، قلت لك باختصار ووضوح في تركيا الأحزاب هناك لها تواجد حقيقي على الأرض بين الناس، بينما أحزابنا المصرية على الورق فقط!!