-->

arrashyd الرشيد arrashyd الرشيد
random

آخر المواضيع

random
arrashyd
جاري التحميل ...
arrashyd

رب أكلة تمنع أكلات

رب أكلة تمنع أكلات


«رب اكلة تمنع أكلات»، مثل يضرب لمن تجر رجله طمعاً الى وليمة مسمومة، فتكون فيها آخر أكلاته، بعد أن يقع في خديعة يكون فيها هلاكه، ولهذا المثل حكاية.

فيقال إن أحد كبار القوم، قبل الإسلام، يقال له عامر ابن الظرب معتزا بقوته وسلطانه، وحصل أنه ذات عام كان في حجة له، وكان يدفع الناس بخشونة عن طريقه، فرآه أحد ملوك غسان وانزعج لعنجهيته، فعزم على أن يحط من كبره وجبروته.

فما ان عاد الملك إلى بلده من حجته، حتى أرسل الى عامر يدعوه لزيارته موهماً إياه بأنه يريد أن ينتفع منه في شؤون ملكه، وأنه يحب أن يزوره ليكرمه وليتخذه خلاً، فأتاه قومه طامعين، وقالوا له تفد ويفد معك قومك إليه، فيصيبون في جنبك ويتجيهون بجاهك.

انصاع عامر لرأي قومه، فخرج وأخرج معه نفراً منهم في موكب، فلما قدم على الملك أكرمه وأكرم قومه، وأظهر العناية بهم، إلا أن عامراً بحدسه شعر بحقيقة ما يخبأ له، وأحس بأن وراء الأكمة ما وراءها، فقد فطن لما يقصده من دعوته له، فهناك مكيدة تحاك ضده.

جمع عامر جماعته، وأعلمهم بهواجسه، وبشكوكه بما يبيت لهم الملك، وسألهم عن رأيهم فيما هم فيه، إلا أنهم أثنوا على الملك، وشكروا له إكرامه لهم وعنايته بهم، وردوا على عامر بأنهم طامعون بما سيجود به عليهم وأنهم لا ينتظرون منه إلا خيرا.

علم عامر بأن قومه قد خدعوا بما صنعه لهم الملك، فقال لهم: الرأي نائم والهوى يقظان، ومن أجل ذلك يغلب الهوى الرأي، عجلت بالقدوم حين عجلتم، ولن أعود بعدها، إنا قد توردنا بلاد هذا الملك فلا تسبقوني بريث أمر أقيم عليه، ولا بعجلة رأي أخف معه، فإن رأيي لكم، ثم قال ما أصبح بعد ذلك مثلا: لا تعجلوا، فإن لكل عام طعاماً، «ورب أكلة تمنع أكلات».

مكث عامر مع قومه أياما، ثم ان الملك أرسل في طلبه، وقال له: قد رأيت أن أجعلك الناظر في أموري، فقال عامر: إن لي كنز علم لست أعلم إلا به، قد تركته في الحي مدفوناً، وإن قومي أضناء بي، فاكتب لي سجلاً بجباية الطريق، فيرى قومي طمعاً تطيب به أنفسهم، فأستخرج كنزي، وأرجع إليك وافراً.

كتب الملك له بما سأل، فجاء إلى أصحابه وقال: ارتحلوا، حتى إذا أدبروا قالوا: لم ير كاليوم وافد قوم أقل ولا أبعد من نوال منك، فقال: مهلاً، فليس على الرزق فوت، وغنم من نجا من الموت، ومن لا ير باطناً يعش واهناً، فلما قدم على قومه أقام ولم يعد.

إنها عبرة لئلا يخدع الانسان بظواهر الأمور، فلا يستعجل فيلقي بنفسه الى التهلكة.

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

زوار المدونة

زوار المدونة

إحصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

arrashyd الرشيد

2016