-->

الرشيد الرشيد
random

آخر المواضيع

random
arrashyd
جاري التحميل ...
arrashyd

بقرت شويهتي وفجعت قلبي

بقرتَ شُويهتي وفجعتَ قلبي


بقرتَ شُويهتي وفجعتَ قلبي 

يحكى أن أحد أعرابية وجدت ذئبا ً صغيراً (جرو ذئب) قد ولد للتو ... فحنت عليه وأخذته وربته .. وكانت تطعمه من حليب شاة ٍ عندها .. وكانت الشاة بمثابة الأم لذلك الذئب .
وبعد مرور الوقت كبُر الذئب الصغير .. وعادت الأعرابية يوماً إلى بيتها فوجد ان الذئب قد هجم على الشاة وأكلها ..
فحزنت الأعرابية على صنيع الذئب اللئيم الذي عرف طبعه بالفطرة .. .. فأنشدت بحزن قائلاً :


بقرتَ شويهتي وفجعتَ قلبي *** وأنت لشاتنا ولدٌٌ ربيب ُ 
غذيتَ بدرها وربيتَ فينا *** فمن أنباكَ أن أباكَ ذيب ُ 
إذا كان الطباع طباع سوء ٍ *** فلا أدب ٌ يفيد ولا أديب ُ 

وهكذا اللئام في كل عصر ومصر .. لايفوون الجميل ولا يراعون حرمة الخليل ... ولايردون المعروف ولا يرهبون الحتوف ..
كانت عائشة - رضي الله عنها - تردد بيت شعر لبيد :


ذهب الذين يعاش في أكنافهم *** وبقيت في خلف كجلد الأجرب ِ 

وتقول : لو شاهد لبيد زماننا ماذا سيقول ؟؟
ثم توفيت عائشة ..رضي الله عنها..
قال عروة : لو كانت عائشة في زماننا ماذا ستقول؟؟
ثم توفي عروة ..رضي الله عنه..
فقال هشام ( الراوي ) : لو كان عروة في زماننا ماذا سيقول ؟؟
ونحن نقول : لو كانوا جميعاً في زماننا ... ماذا سيقولون ؟؟؟

وحكاية اخرى شبيهة وهي ان قوماً خرجوا للقنص فلحقوا ضبعة صغيرة فلجأت الى خباء اعرابي فاجارها وجعل يطعمها من زاده ويسقهيا، فبينما هو نائم ذات يوم اذ وثبت عليه وبقرت بطنه وهربت فجاء ابن عمه يطلبه فوجده ميتا، فخرج وتبع الضبعة حتى ادركها فقتلها فقال:
ومن يصنع المعروف في غير أهله
يلاق الذي لاقى مجيرُ أم عامر 
اعد لها لما استجارت ببيته
احاليب البان اللقاح لدرائر 
وأسمنها حتى اذا ما تمكنت 
فرته بأنياب لها واظافر 
فقل لذوي المعروف هذا جزاء من 
يجود بمعروف على غير شاكر

ويذكر في هذه المناسبة ان الخليفة العباسي المنصور جعل ولاية العهد بعده الى عيسى بن موسى، ثم تغير عليه وغدر به واضره وقدم عليه المهدي فقال عيسى بن موسى:


أينسى بنو العباس ذودي عنهــم
بسيفي ونارُ الحرب زاد سعيرها
فتحتُ لهم شرق البلاد وغربهــا
فذل معاديها وعـــــــــز نصيرها
فلما وضعـــتُ الامر في مستقره 
ولاحت له شمس تلألأ نورهــــا 
رُفعت عن الامر الذي استحقــه 
وأُسق اوساقاً من الغد حملهـــا

وقال الفررزدق عن ذئب دنا منه وهو في سفر، اثناء الليل وقد اوقد نارا فرمى اليه من زاده ليشاركه العشاء:

الفرزدق

وَأَطلَسَ عَسّالٍ وَما كانَ صاحِباً

دَعَوتُ بِناري موهِناً فَأَتاني

فَلَمّا دَنا قُلتُ اِدنُ دونَكَ إِنَّني

وَإِيّاكَ في زادي لَمُشتَرِكانِ

فَبِتُّ أُسَوّي الزادَ بَيني وَبَينَهُ

عَلى ضَوءِ نارٍ مَرَّةً وَدُخانِ

فَقُلتُ لَهُ لَمّا تَكَشَّرَ ضاحِكاً

وَقائِمُ سَيفي مِن يَدي بِمَكانِ

تَعَشَّ فَإِن واثَقتَني لا تَخونَني

نَكُن مِثلَ مَن يا ذِئبُ يَصطَحِبانِ

وَأَنتَ اِمرُؤٌ يا ذِئبُ وَالغَدرُ كُنتُما

أُخَيَّينِ كانا أُرضِعا بِلِبانِ

وَلَو غَيرَنا نَبَّهتَ تَلتَمِسُ القِرى

أَتاكَ بِسَهمٍ أَو شَباةَ سِنانِ

وَكُلُّ رَفيقَي كُلِّ رَحلٍ وَإِن هُما

تَعاطى القَنا قَوماهُما أَخَوانِ

فَهَل يَرجِعَنَّ اللَهُ نَفساً تَشَعَّبَت

عَلى أَثَرِ الغادينَ كُلَّ مَكانِ

فَأَصبَحتُ لا أَدري أَأَتبَعُ ظاعِناً

أَمِ الشَوقُ مِنّي لِلمُقيمِ دَعاني

وَما مِنهُما إِلّا تَوَلّى بِشِقَّةٍ

مِنَ القَلبِ فَالعَينانِ تَبتَدِرانِ

وَلَو سُؤِلَت عَنّي النَوارُ وَقَمُها

إِذاً لَم تُوارِ الناجِذَ الشَفَتانِ

لَعَمري لَقَد رَقَّقتِني قَبلَ رِقَّتي

وَأَشعَلتِ فِيَّ الشَيبَ قَبلَ زَماني

وَأَمضَحتِ عِرضي في الحَياةِ وَشِنتِهِ

وَأَوقَدتِ لي ناراً بِكُلِّ مَكانِ

فَلَولا عَقابيلُ الفُؤادِ الَّذي بِهِ

لَقَد خَرَجَت ثِنتانِ تَزدَحِمانِ

وَلَكِن نَسيباً لا يَزالُ يَشُلُّني

إِلَيكَ كَأَنّي مُغلَقٌ بِرِهانِ

سَواءٌ قَرينُ السَوءِ في سَرَعِ البِلى

عَلى المَرءِ وَالعَصرانِ يَختَلِفانِ

تَميمٌ إِذا تَمَّت عَلَيكَ رَأَيتَها

كَلَيلٍ وَبَحرٍ حينَ يَلتَقِيانِ

هُمُ دونَ مَن أَخشى وَإِنّي لَدونَهُم

إِذا نَبَحَ العاوي يَدي وَلِساني

فَلا أَنا مُختارُ الحَياةِ عَلَيهِمُ

وَهُم لَن يَبيعوني لِفَضلِ رِهاني

مَتى يَقذِفوني في فَمِ الشَرِّ يَكفِهِم

إِذا أَسلَمَ الحامي الذِمارَ مَكاني

فَلا لِاِمرِئٍ لي حينَ يُسنِدُ قَومَهُ

إِلَيَّ وَلا بِالأَكثَرينَ يَدانِ

وَإِنّا لَتَرعى الوَحشُ آمِنَةً بِنا

وَيَرهَبُنا إِن نَغضَبَ الثَقَلانِ

فَضَلنا بِثِنتَينِ المَعاشِرَ كُلَّهُم

بِأَعظَمِ أَحلامٍ لَنا وَجِفانِ

جِبالٌ إِذا شَدّوا الحُبى مِن وَرائِهِم

وَجِنٌّ إِذا طاروا بِكُلِّ عِنانِ

وَخَرقٍ كَفَرجِ الغَولِ يَخرَسُ رَكبُهُ

مَخافَةَ أَعداءٍ وَهَولِ جِنانِ

قَطَعتُ بِخَرقاءِ اليَدَينِ كَأَنَّها

إِذا اِضطَرَبَ النِسعانِ شاةُ إِرانِ

وَماءُ سَدىً مِن آخِرِ اللَيلِ أَرزَمَت

لِعِرفانِهِ مِن آجِنٍ وَدِفانِ

وَدارِ حِفاظٍ قَد حَلَلنا وَغَيرُها

أَحَبُّ إِلى التِرعِيَّةِ الشَنَآنِ

نَزَلنا بِها وَالثَغرُ يُخشى اِنخِراقُهُ

بِشُعثٍ عَلى شُعثٍ وَكُلِّ حِصانِ

نُهينُ بِها النيبَ السِمانَ وَضَيفُنا

بِها مُكرَمٌ في البَيتِ غَيرُ مُهانِ

فَعَن مَن نُحامي بَعدَ كُلِّ مُدَجَّجٍ

كَريمٍ وَغَرّاءِ الجَبينِ حَصانِ

حَرائِرَ أَحصَنَّ البَنينَ وَأَحصَنَت

حُجورٌ لَها أَدَّت لِكُلِّ هِجانِ

تَصَعَّدنَ في فَرعَي تَميمٍ إِلى العُلى

كَبَيضِ أَداحٍ عاتِقٍ وَعَوانِ

وَمِنّا الَّذي سَلَّ السُيوفَ وَشامَها

عَشِيَّةَ بابِ القَصرِ مِنفَرَغانِ

عَشِيَّةَ لَم تَمنَع بَنيها قَبيلَةٌ

بِعِزٍّ عِراقِيٍّ وَلا بِيَمانِ

عَشِيَّةَ ما وَدَّ اِبنُ غَرّاءَ أَنَّهُ

لَهُ مِن سِوانا إِذ دَعا أَبَوانِ

عَشِيَّةَ وَدَّ الناسُ أَنَّهُمُ لَنا

عَبيدٌ إِذا الجَمعانِ يَضطَرِبانِ

عَشِيَّةَ لَم تَستُر هَوازِنُ عامِرٍ

وَلا غَطَفانٌ عَورَةَ اِبنِ دُخانِ

رَأَوا جَبَلاً دَقَّ الجِبالَ إِذا اِلتَقَت

رُؤوسُ كَبيرَيهِنَّ يَنتَطِحانِ

رِجالاً عَنِ الإِسلامَ إِذ جاءَ جالَدوا

ذَوي النَكثِ حَتّى أَودَحوا بِهَوانِ

وَحَتّى سَعى في سورِ كُلِّ مَدينَةٍ

مُنادٍ يُنادي فَوقَها بِأَذانِ

سَيَجزي وَكيعاً بِالجَماعَةِ إِذ دَعا

إِلَيها بِسَيفٍ صارِمٍ وَسِنانِ

خَبيرٌ بِأَعمالِ الرِجالِ كَما جَزى

بِبَدرٍ وَبِاليَرموكِ فَيءَ جَنانِ

لَعَمري لَنِعمَ القَومُ قَومي إِذا دَعا

أَخوهُم عَلى جُلٍّ مِنَ الحَدَثانِ

إِذا رَفَدوا لَم يَبلُغِ الناسُ رِفدَهُم

لِضَيفِ عَبيطٍ أَو لِضَيفِ طِعانِ

فَإِن تَبلُهُم عَنّي تَجِدني عَلَيهِمُ

كَعِزَّةِ أَبناءٍ لَهُم وَبَنانِ


التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

زوار المدونة

زوار المدونة

إحصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

الرشيد

2016