تهاوي أسعار النفط سيدفع دول الخليج نحو الإفلاس ونهاية حياة الترف
هبطت أسعار النفط الأمريكي الخام ، اليوم الإثنين، بنسبة 40 %، مسجلة أكبر هبوط يومي على الإطلاق، مدفوعة بارتفاع الإنتاج وتخمة المعروض، والوصول إلى الطاقة التخزينية القصوى في الأسواق الأمريكية.
وبلغ سعر العقود الآجلة للخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط، في الأسواق العالمية اليوم، نحو 10.81 دولارا للبرميل،وهو مستوى غير مسبوق منذ العام 1986، مع اقتراب منشآت التخزين من بلوغ كامل طاقتها الاستيعابية إثر انهيار الطلب العالمي جرّاء تفشي كوفيد-19.
وحول النتائج الاقتصادية لهذا الانخفاظ غير المسبوق الذي عرفته أسعار النفط بداية هذا الأسبوع، يرى المحلل الاقتصادي، عمر الكتاني، أن سوق النفط تعرضت لضغوط شديدة في ظل استمرار فترة الحجر الصحي بمختلف دول العالم، مما تسبب في انخفاض كبير في الطلب والاستهلاك النفطي، وبالتالي انهيار أسعاره لأدنى مستوياتها.
وأضاف الكتاني في تصريح لـ “نون بريس” أن الدول الصغيرة المنتجة للبترول؛ الجزائر، المكسيك و فنزويلا، تحتاج للسيولة و بالتالي ستظطر لبيع النفط بأقل ثمن بالرغم من الخسائر الاقتصادية التي يمكن أن تلحق بها.
وأشار أنه بالنسبة للدول المنتجة للبترول كروسيا لن تتأثر بشكل كبير من تهاوي أسعار النفط، موضحا أن ” روسيا تسعى لإفلاس قطاع البترول الصخري الأمريكي ، ولذلك فإنها ستتحمل الخسارة وهي تعرف أن الخسارة الكبرى ستكون لأمريكا، لأن كلفة الانتاج في روسيا كبيرة و بالتالي الخسارة فيها ربح لها لأنها ستنتقم من أمريكا التي فرضت عليها حصارا اقتصاديا، مما سيؤدي إلى انهيار اقتصادر أمريكا الذي يعتمد بشكل كبيرعلى النفط “.
وحسب ما أفاد به الكتاني، فإن دول الخليج لن تفلت من التداعيات الاقتصادية لفيروس كورونا وعلى رأسها تهاوي أسعار النفط لأدنى مستوياتها، وهو الأمر الذي قد يتسبب في إفلاس دول الخليج التي تعتمد بالأساس على إيرادات النفط.
و أوضح المتحدث ذاته، أن ما تعرفه سوق النفط اليوم هو ضربة قوية لدول الخليج التي سعت نحو حياة الترف ولم تنجح في استغلال الثروة البترولية التي تنعم بها المنطقة.
وتابع “أن إفلاس هذه الدول سيدفعها للانسحاب من حرب اليمن،لأن هذه الحرب ستكلفهم الكثير وبالتالي سينسحبون بشكل أو آخر”.