أخر الاخبار

كأس العرب في عصر الفيفا

 عادت بطولة كأس العرب لتتصدر المشهد، بعد غيابها لسنوات طويلة، حيث كدنا ننسى أن هناك بطولة تجمع العرب تحت مسمى كروي.

كأس العرب في عصر الفيفا


9 سنوات كاملة مضت على آخر نهائي للبطولة، التي أقيمت في المملكة العربية السعودية، تدخلها في قائمة الأرقام القياسية كأكثر بطولات كرة القدم عدم استقرار على الخريطة الدولية.


مرت البطولة بالعديد من المحطات الصعبة، التي فرضت عليها ظروفا خارج نطاق المستطيل الأخضر، وعانت كثيرا في الانتظام ووجود إطار زمني واضح لإقامتها وتدويرها بين الدول التي تتكلم لغة الضاد، فتراجعت أهميتها كثيرا، وباتت بطولة ودية بعيدة عن التنافس.


لم تحظ البطولة بحماس الاتحاد الدولي لكرة القدم، لاعتبارها نوعا ما مخصصة لدول تجمعها روابط بعيدة عن الجغرافيا، لذلك كان من المستحيل أن تجد فرصة للظهور بين البطولات الدولية الأخرى، والتركيز على أنها بطولة ودية، لا تستحق أن تمنح الأولوية في الأجندة الكروية الدولية، لذلك كانت مشاركة معظم المنتخبات بفرق من الصف الثاني وأحيانا الثالث.


 أعاد مونديال قطر 2022، الحياة للبطولة، كي تلتقي الدول العربية من جديد تحت مسمى هذا الكأس، وبمشاركة كاملة غير مسبوقة من جميع الدول العربية، ولكن هذه المرة تحت مظلة الفيفا، التي حضر رئيسها جنبا إلى جنب مع رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم، وكانا شاهدان على فعاليات القرعة التي أخذت صدى عربيا ودوليا كبيرا.


وإذا كنا نقرأ (المكتوب من عنوانه) فإن التنظيم الرائع لحفل القرعة، والحضور العربي والدولي الكبير لفعالياتها، والملاعب الرائعة التي ستحتضن مبارياتها، سيقدم لنا بطولة تنافسية رائعة، وسنفخر بهذه الكوكبة من النجوم العرب، وهم يسطرون تاريخا جديدا على أرض الدوحة، ويمنحنا الأمل في عودة هذه البطولة المظلومة للواجهة العربية من جديد، وتثبيت روزنامتها للأعوام المقبلة، بحيث تكون أكثر انتظاما يمنحها القدرة على جلب الرعاة، مع استمرار دعمها من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم، الذي منحها اعترافا صريحا لا يقبل التفسير، بإقامة البطولة القادمة تحت مظلته، وهو ما ينهي جدل ضعف الجدوى منها، وخضوعها لتأثيرات بعيدة عن الأجواء التي تعيشها البطولات الكروية.


هي فرصة للاتحاد العربي لكرة القدم، تحت قيادته الشابة الحالية، في إعادة الحياة لهذه البطولة المهمة، وقد يدخل تعديلات تحفيزية للدول العربية للمشاركة فيها من خلال نظام واضح للتأهيل، وبالإمكان اعتبار النظام الحالي مثاليا للقادم من نسخها، ويكمن أيضا اقتصار البطولة على اللاعبين المحليين، باستبعاد المحترفين في الخارج، وذلك كي تبتعد عن الاستحقاقات الدولية، وفي الوقت ذاته تكون فرصة ذهبية لاكتشاف المزيد من المواهب المحلية القادرة على التألق دوليا..

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-