أخر الاخبار

العالم العربي بعد كورونا!

فرنسا: وزارة الصحة الفرنسية تقدم اخر الاحصائيات .. وفاة 289 حالة ...

كاظم ناصر
  
الحوار المتمدن-العدد: 6519 
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    
بداية نسأل: كيف سيكون حال الوطن العربي بعد كورونا؟ لا يمكن لأحد الإجابة بدقة على هذا السؤال لأن المدة التي سيستغرقها القضاء على هذا الفيروس اللعين ما زالت مجهولة، ولأن مدى الخراب الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والصحي والتعليمي والصناعي والزراعي الذي سيلحقه بالعالم وبالوطن العربي من الصعب جدا التنبؤ به. لكنني سأغامر وأحاول الإجابة على هذا السؤال بالتركيز على احتمالين متناقضين:
الاحتمال الأول هو أن نتائج واستحقاقات " كورونا " ستؤدي إلى تعقيد مشاكل الوطن العربي، وتزيده تفككا وبعدا عن انتمائه القومي وآماله الوحدوية ولو إلى حين؛ فالأوضاع الاقتصادية السيئة التي سيتركها للأقطار العربية بعد القضاء عليه ستؤدي إلى إفلاس الكثير من المصانع والشركات والمحلات التجارية، وتؤثر سلبا على الصناعات والإنتاج الزراعي وحجم التبادل التجاري بين الدول العربية، وبينها وبين دول العالم، وستزيد العجز في ميزانياتها، مما يؤدي إلى خفض الانفاق، وزيادة الضرائب، وارتفاع معدلات البطالة والفقر والجريمة، وتردي الخدمات العامة خاصة الصحية والتعليمية؛ وقد تقود نتائجه أيضا إلى زيادة القمع والتسلط والتدخلات الأجنبية، وإلى تعميق الخلافات والانقسامات الدينية والطائفية والقبلية، ويصبح حال الأمة أسوأ بكثير مما كان عليه قبل الوباء.

والاحتمال الثاني الذي نأمل أن يتحقق في المرحلة التي تتبع التغلب على كورونا، هو أننا سنجعل من تجربة هذا الوباء المرة حافزا لحل خلافاتنا وتعزيز تضامننا وعملنا المشترك، وإعادة الأمل لأمتنا بتحقيق وحدة أو اتحاد، أو على الأقل، الغاء الحواجز والقيود التي تعيق التنقل والتبادل الاقتصادي والعلمي والثقافي بين أبناء الشعب العربي الواحد.

لكن ذلك لا يمكن تحقيقه إلا إذا تعلمنا جميعا، حكاما ومحكومين، من تجربتنا "الكورونية"، وأدركنا أن قوتنا وقدرتنا على إنقاذ وطننا تكمن في وحدتنا، وان الدول القوية القادرة على حماية نفسها وتجاوز محنها تبنى بالوحدة والحرية والعدالة والمساواة، وبالعلم وبناء الإنسان واحترام حقوق المواطنة للجميع، وتجاوز الخلافات الدينية والمذهبية والقبلية.

وبما ان الآلام العظيمة تصنع الأمم العظيمة، فإننا ما زلنا على أمل بأن الشعب العربي الذي ساهم مساهمة فعالة في بناء الدولة الإسلامية والحضارة العربية والعالمية، قادر على تجاوز أضرار فيروس " كورونا "، وسيتمكن من تغيير واقعه، وقد تكون مرحلة ما بعد هذا الوباء نقطة انطلاق نحو عالم عربي أفضل!


لمعرفة اخر تطورات فيروس كرونا في بلدك وفي العالم كله انقر على هذا الرابط
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-