أخر الاخبار

كيف نحل مشاكلنا - عدم تكبير المشاكل وأخذها على مقدارها

كيف نحل مشاكلنا - أخذ المشكلة على مقدارها وعدم تكبيرها


بعض الناس إذا نزلت به مشكلة، أو ألمت به مصيبة أظلمت الدنيا في عينه وظن أنها نهاية الدنيا، وقد يكره الإنسان أمرا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا: }وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ{ [البقرة: 216].

وأذكر أنا شابا أجريت معه مقابلة، وقد حدث في قريتهم قلاقل وفتن وقتل، قال: رحمني الله أن سجنت قبل الحادثة بأيام، وخرجت بعد أسبوع سليما معافى فإذا بي أجد من زملائي حالا عجيبة، فهذا قد مات، وذاك سجن سجنا طويلا، وآخر قد شل جسمه، وآخر.. فحمدت الله عز وجل وعلمت أن السجن كان أرحم لي مما جرى لغيري لو كنت معهم.

وحكي عن شريح أنه قال: إني لأصاب بالمصيبة فأحمد الله عليها أربع مرات، وأشكره، إذ لم تكن أعظم مما هي وإذ رزقني الله الصبر عليها، وإذ وفقني إلى الاسترجاع لما أرجوه فيه من الثواب. وإذ لم يجعلها في ديني.

والمقصود أن المصائب تتفاوت ، فأعظمها المصيبة في الدين ـ نعوذ بالله من ذلك ـ وهي أعظم من كل مصيبة يصاب بها الإنسان ،. ثم بعد مصيبة الدين المصيبة في النفس ، ثم في المال ، أما المال فيخلفه الله تعالى و هو فداء الأنفس ، و النفس فداء الدين ، و الدين لا فداء له . قال تعالى : " ما أصاب من مصيبة في الأرض و لا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير " . و مما يسلي المصاب : أن يُوَطِّن نفسه على أن كل مصيبة تأتيه هي من عند الله ، وأنها بقضائه و قدره ، وأنه سبحانه و تعالى لم يُقَدِّرْها عليه لِيُهْلِكَه بها ، و لا ليعذِّبَه ، و إنما ابتلاه لِيَمْتَحِن صبرَه و رضاه ، و شكواه إليه وابتهاله ودعاءه ، فإن وُفِّق لذلك كان أمر الله قدراً مقدوراً ، وإن حُرِم ذلك كان ذلك خُسْراناً مبيناً . 
كيف نحل مشاكلنا

المشكلة ... إنه لا توجد مشكلة !!!

فرق كبير بين التركيز في المشكلة والتركيز على حل المشكلة فعلى سبيل المثال: 

مثال :

بينما كانت وكالة ناسا الفضائية تبدأ في تجهيز الرحلات للفضاء الخارجي واجهتهم مشكلة كبيرة هذه المشكلة تتمثل في أن رواد الفضاء لن يستطيعوا الكتابة بواسطة الأقلام بسبب انعدام الجاذبية بمعنى أن الحبر لن يسقط من القلم على الورق بأي حال من الأحوال. فماذا يفعلوا لحل هذه المشكلة؟ 

لحل المشكلة

قاموا بدراسات استمرت حوالي 10 سنوات كاملة وأكثر من 12 مليون دولار ليطوروا قلماً جافاً يستطيع الكتابة في حالة انعدام الجاذبية ليس هذا فقط بل والكتابة أيضاً على أي سطح أملس حتى الكريستال وأيضاً الكتابة في درجة حرارة تصل إلى 300 درجة مئوية

الحل البديل

عندما واجه الروس نفس المشكلة فإنهم ببساطة قرروا استخدام أقلام رصاص كبديل عن الأقلام الجافة 

مثــال آخر

ذات مرة باليابان وبمصنع صابون ضخم واجهتهم مشكلة كبيرة وهي مشكلة الصناديق الفارغة التي لم تعبأ بالصابون نظراً للخطأ في التعليب فماذا يفعلوا لكشف الصناديق الفارغة من الصناديق المعبأة ؟

لحل المشكلة

قام اليابانيون بصناعة جهاز يعمل بالأشعة السينية مخصص للكشف عن الصابون بداخل الصناديق ووضعوه أمام خط خروج الصناديق بقسم التسليم وتعيين عمال جدد ليقوموا بإبعاد الصناديق الفارغة التي كشفها الجهاز 

الحل البديل

في مصنع آخر أصغر من السابق عندما واجهتهم نفس المشكلة فإنهم أتوا بمروحة أليكترونية وضبطوا قوتها بما يناسب وزن الصندوق الفارغ وتم توجيهها إلى خط خروج الصناديق بقسم التسليم بحيث أن الصندوق الفارغ سوف يسقط من تلقاء نفسه بفعل اندفاع الهواء.

النتيجة المنطقية

أنظر لحل المشكلة ولا تنظر إلى المشكلة نفسها فكر في الحل البسيط والأيسر فأين المشكلة إذن؟ المشكلة إنه لا توجد مشكلة..!! 

الخلاصة

هناك أناس بارعين في حل المشاكل بطرق سحرية وسهلة، والبعض الآخر بارع في تكبير وخلق المشاكل من لا مشكلة.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-