أخر الاخبار

كيف نحل مشاكلنا - الصلاة

الصلاة 

كيف نحل مشاكلنا - الصلاة

في الصلاة راحة للنفس وطمأنينة للخاطر وهي من أبواب الاستعانة على نوائب الدنيا ولأوائها قال تعالى: }وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ{ [البقرة: 45]. 

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: " أرحنا بها يا بلال". 

وفي الصلاة نبث الشكوى والحزن إلى الله عز وجل في السجود، وإظهار الذل له والإنكسار بين يديه فوالله إنها لنعمة عظيمة تتوضأ وتصلي وقد خلي بينك وبين ربك لا حاجز ولا حاجب، إنها نعمة عظيمة في وسط المشاكل والأحزان، سعادة وسرور بمناجاة الرب جل وعلا في خضم هذه الحياة الصعبة.

من ظلال القرءان، سيد قطب 

} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ{ [البقرة: 153]. . 
يتكرر ذكر الصبر في القرآن كثيرا ; ذلك أن الله سبحانه يعلم ضخامة الجهد الذي تقتضيه الاستقامة على الطريق بين شتى النوازع والدوافع ; والذي يقتضيه القيام على دعوة الله في الأرض بين شتى الصراعات والعقبات ; والذي يتطلب أن تبقى النفس مشدودة الأعصاب , مجندة القوى , يقظة للمداخل والمخارج . . ولا بد من الصبر في هذا كله . . لا بد من الصبر على الطاعات , والصبر عن المعاصي , والصبر على جهاد المشاقين لله , والصبر على الكيد بشتى صنوفه , والصبر على بطء النصر , والصبر على بعد الشقة , والصبر على انتفاش الباطل , والصبر على قلة الناصر , والصبر على طول الطريق الشائك , والصبر على التواء النفوس , وضلال القلوب , وثقلة العناد , ومضاضة الاعراض . . 

وحين يطول الأمد , ويشق الجهد , قد يضعف الصبر , أو ينفد , إذا لم يكن هناك زاد ومدد . ومن ثم يقرن الصلاة إلى الصبر ; فهي المعين الذي لا ينضب , والزاد الذي لا ينفد . المعين الذي يجدد الطاقة , والزاد الذي يزود القلب ; فيمتد حبل الصبر ولا ينقطع . ثم يضيف إلى الصبر , الرضى والبشاشة , والطمأنينة , والثقة , واليقين . 

إنه لا بد للإنسان الفاني الضعيف المحدود أن يتصل بالقوة الكبرى , يستمد منها العون حين يتجاوز الجهد قواه المحدودة . حينما تواجهه قوى الشر الباطنة والظاهرة . حينما يثقل عليه جهد الاستقامة على الطريق بين دفع الشهوات وإغراء المطامع , وحينما تثقل عليه مجاهدة الطغيان والفساد وهي عنيفة . حينما يطول به الطريق وتبعد به الشقة في عمره المحدود , ثم ينظر فإذا هو لم يبلغ شيئا وقد أوشك المغيب , ولم ينل شيئا وشمس العمر تميل للغروب . حينما يجد الشر نافشا والخير ضاويا , ولا شعاع في الأفق ولا معلم في الطريق . . 

هنا تبدو قيمة الصلاة . . إنها الصلة المباشرة بين الإنسان الفاني والقوة الباقية . إنها الموعد المختار لالتقاء القطرة المنعزلة بالنبع الذي لا يغيض . إنها مفتاح الكنز الذي يغني ويقني ويفيض . إنها الانطلاقة من حدود الواقع الأرضي الصغير إلى مجال الواقع الكوني الكبير . إنها الروح والندى والظلال في الهاجرة , إنها اللمسة الحانية للقلب المتعب المكدود . . ومن هنا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان في الشدة قال:" أرحنا بها يا بلال " . . ويكثر من الصلاة إذا حزبه أمر ليكثر من اللقاء بالله . 

إن هذا المنهج الإسلامي منهج عبادة . والعبادة فيه ذات أسرار . ومن أسرارها أنها زاد الطريق . وأنها مدد الروح . وأنها جلاء القلب . وأنه حيثما كان تكليف كانت العبادة هي مفتاح القلب لتذوق هذا التكليف في حلاوة وبشاشة ويسر . . إن الله سبحانه حينما انتدب محمدا صلى الله عليه وسلم للدور الكبير الشاق الثقيل , قال له: 
(يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا . نصفه أو انقص منه قليلا . أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا . . إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا). . 
فكان الإعداد للقول الثقيل , والتكليف الشاق , والدور العظيم هو قيام الليل وترتيل القرآن . . إنها العبادة التي تفتح القلب , وتوثق الصلة , وتيسر الأمر , وتشرق بالنور , وتفيض بالعزاء والسلوى والراحة والاطمئنان .

صلاة الفجر أو صلاة الصبح، و سنة الفجر أو ركعتي الفجر

صلاة الصبح هي صلاة الفجر، ليس هناك فرق، صلاة الصبح هي صلاة الفجر، ليس هناك صلاتان، صلاة الفجر هي صلاة الصبح، وهي ركعتان فريضة بإجماع المسلمين بعد طلوع الفجر وقبل طلوع الشمس ركعتان، والأفضل أن تؤدى بغلس قبل الإسفار الكامل، يؤديها الرجل في الجماعة إلا المريض الذي لا يستطيع يصلي في بيته، والمرأة كذلك تصليها في البيت قبل الشمس، ولا يجوز تأخيرها إلى ما بعد طلوع الشمس، بل يجب أن تؤدى قبل طلوع الشمس، والأفضل في أول الوقت، وقت الغلس مع بيان الفجر واتضاح الفجر وانشقاقه، يقال لها: صلاة الفجر، ويقال لها: صلاة الصبح، ويجب على المسلم أن يعتني بها ويحافظ عليها في وقتها ولا يجوز تأخيرها إلى طلوع الشمس كما يفعل بعض الناس، يؤخرها حتى يقضي العمل! هذا منكرٌ عظيم، وهو كفرٌ عند جمع من أهل العلم، نسأل الله العافية، فالواجب الحذر، وأن يحافظ عليها في وقتها، الرجل والمرأة جميعاً، ويشرع أن يؤدي قبلها ركعتين سنة، راتبة، قبلها ركعتين سنة راتبة، كان النبي يفعلها ويحافظ عليها عليه الصلاة والسلام، تقول عائشة -رضي الله عنها-: (لم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- على شيء من النوافل أشد تعهداً منه على ركعتي الفجر) وكان يقول -صلى الله عليه وسلم-: (ركعتا الفجر خيرٌ من الدنيا وما عليها). فينبغي المحافظة عليها سنة الفجر ركعتين خفيفتين، يقرأ فيهما بالفاتحة وقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) سورة الكافرون، في الأولى، وفي الثانية الفاتحة و(قل هو الله أحد)، هذا هو الأفضل. أو يقرأ بآية البقرة: قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ.. الآية (136) سورة البقرة، في الأولى، وفي الثانية آية آل عمران: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ..  (64) سورة آل عمران، فعل النبي هذا وهذا عليه الصلاة والسلام، وإن قرأ بغير ذلك فلا بأس، إن قرأ مع الفاتحة بغير ذلك فلا حرج، لكن كونه يقرأ بما قرأ به النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا أفضل، ويقرأ بهاتين السورتين أيضاً في سنة المغرب، بعد الفاتحة (قل يا أيها الكافرون) في الأولى، و(قل هو الله أحد) في الثانية، ويقرأ بهما أيضاً في ركعتي الطواف، كل هذا فعله النبي عليه الصلاة والسلام، يقرأ بهاتين السورتين بعد الفاتحة في سنة الفجر وسنة المغرب وسنة الطواف، وإن قرأها في بعض الأحيان في سنة الفجر بآية البقرة (قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا) وبآية آل عمران في الثانية وهي قوله سبحانه: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ) الآية، فهذا أيضاً سنة فعله النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإن قرأ في هاتين الركعتين بغير ذلك فلا حرج؛ لقوله تعالى: فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ (20) سورة المزمل.
المصدر:  https://www.binbaz.org.sa/noor/5426

فإسنادنا  "الصلاة" إلى "الفجر" بقولنا "صلاة الفجر" لفظ يطلق على صلاة الفريضة الأولى في اليوم،
روى البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " فضل صلاة الجميع على صلاة الواحد خمس وعشرون درجة، وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الصبح. يقول أبو هريرة: "اقرؤوا إن شئتم:﴿وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا﴾" .فأجمع المفسرون أن المراد بقرآن الفجر في الآية هو القراءة في صلاة فريضة الفجر.

رواه مسلم عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ قَالَ : دَخَلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ الْمَسْجِدَ بَعْدَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ فَقَعَدَ وَحْدَهُ فَقَعَدْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ : يَا ابْنَ أَخِي، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ) . 

وروى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أثقل صلاة على المنافقين: (صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا). 

وهذه الفريضة لها سنة راتبة قبلية تسمى ب "ركعتي الفجر"، و"سنة الفجر" و"سنة الصبح".
روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتي الفجر إذا سمع الأذان ويخففهما).
    وروى مسلم عنها أيضا: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ركعتا الفجر خيرٌ من الدنيا وما فيها).  
    تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -